Abstract
تأويليّة الشرّ في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة من خلال كتب تفسير القرآن تعتمد أساسا على آليتي التّرجيح والتّعاقد المسكوت عنه بين جلّ المفسّرين الذّين يختلفون في الخلفيّات الكلاميّة والمصالح والمذاهب ولكنّهم يتّفقون في تقديس النصّ المرجعيّ المٌصحف وفي اعتبار أن عمل المفسّر يقتصر على استخراج المعنى الكامن فيه والذي بُني عندهم بناء فقهيّا لتأصيل مسؤوليّة الإنسان ومفهوم الواجب ولحماية المعنى الذي أخفى كلّ شرّ وحجبه فاقتصر الشرّ على كونه تجاوز الأوامر والنّواهي لا غير. وبذلك اتّجه التأويل الإسلاميّ العربي بهذا الخصوص اتّجاها فقهيّا متفائلا مخفيا التوتّر بين الإنسان ونفسه وبينه وبين العالم ومعليا قدرة الإنسان على التحكّم في غرائزه وانفعالاته وملطّفا كلّ المصائب التي تخرج عن قدرة الإنسان عبر استراتيجيّة الجزاء الإسلاميّة.