Abstract
نهتمُّ في هذا المقال بدراسة لون من الأدب الشعبي هو الخرافة الشعبيّة الأمازيغيّة، وذلك بالبحث في بنيتها –أي الخرافة الشعبية- وخصائصها ومميزاتها التي بها تتفرّد عن سائر أنماط الأدب الشعبي الأخرى على غرار الأحاجي والأمثال وأغاني النساء... والنظر في القوانين التي من خلالها تنتظمُ، لغرض الوقوف على ملامح سرديّتها وأدبيّتها. وذلك من خلال تركيز النظر على مُدوّنة تونسيّة أثْرت بوضوح الأدب الشعبيّ التونسي، وأسهمت في نفض الغبار عن ثقافة محليّة مغمورة –نعني الثقافة الأمازيغيّة- يلفّها الكثير من النسيان والإغفال ويتهدّدها الاضمحلال جرّاء تراجع نسبة الناطقين بها لاعتبارات عديدة، ونقصدُ بذلك مجموعة "حكايات أمازيغيّة جربيّة" الكاتب التونسي من أصل أمازيغي فتحي بن معمر (1967). وتنخرطُ مجموعته هذه ضمن مشروع ثقافي كان قد انطلق فيه منذ سنوات يهدفُ إلى تجميع المادّة التراثية الأمازيغيّة الشفهيّة وتوثيقها ونشرها للتعريف بها لدى الأجيال الجديدة ولحمياتها من كل أشكال الطّمس والتغييب والسطو عليها.
وسيكون تركيزنا خلال هذا المقال مُنصبًّا على فحص الخصائص الأجناسيّة لهذه النصوص ووظائفها، وذلك بالانطلاق بدراسة بنية هذه الحكايات الخارجيّة والداخليّة أي البنية القصصية المتكونة من اُطر وفواعل وأحداث، مرورا بالبحث في الشخصيات وأصنافها ووظائفها مستفيدين في ذلك من المنهج المورفولوجي لفلاديمير بروب، ثمّ التعريج على خصائص الأُطر الزمانية والمكانية، اِنتهاءً بالمواضيع والقضايا التي أثارتها هذه القصص. ثمّ في عُنصر لاحق لجأنا إلى رصد جُملة الوظائف التي تؤدّيها هذه الحكايات والتي منها ما يتعلّقُ بالراوي ومنها ما يتعلق بالمروي لهُ.