Abstract
لئن كانت مكانة الزّبيريين في القرنين الأولين للهجرة مرتبطة بملحمة التأسيس وتاريخ النبوّة، إلا أنها تعود كذلك إلى عامل آخر وهو عامل المعرفة وتناقلها داخل نفس الإطار الأسري على مدى قرنين من الزمن تقريبا. وهو ما يجعلنا نفكر في مكانة النّخب الإجتماعية من جهة وفي منطق انتقال المعرفة في صدر الإسلام من جهة أخرى، بمعنى الآليات والقواعد. وتنضاف لذلك رؤية أو "استراتيجية" اجتماعية تمكّن من الحفاظ على الشّرف الإجتماعي والإمتيازات السياسية عبر استعمال آليّة المعرفة التي أصبحت بمثابة التقليد أو النموذج عند الزّبيريين، لتتحول بالتالي إلى شكل من أشكال التراث الأسري. وهو ما قد يجعل المعرفة مرتبطة بنيويا بالمكانة الإجتماعية ومعبّرة عنها، أو مرتبطة بالتركيبة الإجتماعية بشكل عام.