Abstract
تتعدد الحدود المكانية التي تتحرك داخلها فاطمة المرنيسي الطفلة، وعلى أساسها تنبني علاقتها بغيرها في الحريم الذي نشأت فيه. وبقدر ما سيجت هذه الحدود عالم الفتاة، فقد حفّزتها لتأسيس حدود باطنية إرادية تنافي علاقات السيطرة، فشرعت تخطّ عالمها الخاص في غفلة عن عيون رقباء الحدود. هذا البديل كان تركيبة فسيفسائية أفرزتها خبرات نساء محيطات بالفتاة فاجتمع فيه الذاتي بالآخر والماضي بالحاضر بل بإمكانيات المستقبل وتخلصت سيرة المرنيسي من مقوم محورية البطل واختلافه مع من حوله بالميل إلى التشاركية والتوافق. كانت الهوية السردية مجنحة بين محاولات نقض التصنيفات المحنطة لإرادتها والمقيدة لأحلامها وبين إذعانها للهوية التي فرضتها قوانين الحريم، فكانت المهادنة والمخاتلة سبيلها للمقاومة الهادئة بعيدا عن أشكال الصراع أو العداء للرجل