Abstract
رؤية الله بالإبصار مسألة عقديّة شغلت بال المسلمين عامّتهم وخاصّتهم واهتمّ بها المحدّثون فغذّوا برواياتهم المفصّلة ما يتعلّق بها من آمال الإنسان الأخرويّة. وسنحلّل نموذجا لمدرسة المحدّثين ومنهجيّتهم التي تقود إلى التّكفير من خلال كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن قيّم. فقد جمع آيات قرآنيّة ومرويّات عن الرّسول ورتّبها ونسج خطابا حجاجيّا غايته إقرار وجوب الاعتقاد في هذه الرؤية بالإبصار واعتبر كلّ مخالف وجاحد كافرا يجوز قتله. ويحاول هذا المقال كشف التّقابل بين الجهد الحجاجيّ/ العقلي الذي يبذله المحدّث وهو يوجّه الخطابَ للإقناعِ من جهة و تكفير كلّ مستخدم لنفس هذا العقل من جهة ثانية.