تطور مؤسسة الكتابة ومنزلة الكتبة في المخزن الحفصي

الملخص

تعود جذور مؤسسة الكتابة إلى العهد الحفصي، وتلقّب الكتبة بتسميات مختلفة مثل كاتب الإنشاء، وكاتب العلامة، و"صاحب العلامة والانشاء"، وكاتب السر. كما تزامن صعود الكاتب مع محاولات حكام الدولة الحفصية تدعيم نفوذهم وإحكام مراقبة موارد الجباية، وتنظيم الإدارة. وتعددت صلاحياتهم مع اختصاص كل منهم بمهام محددة مثل كاتب العلامة الكبرى والصغري. فأصبحت الوثيقة سلطة، والأختام رمز الخضوع والامتثال لأوامر الحكام الحفصيين. منذ بداية العهد الحفصي، اعتمد أبو زكرياء الحفصي وابنه المستنصر على العنصر الأندلسي وارتفعت مكانتهم في القرن الثالث عشر ثم منذ القرن الرابع عشر تصاعدت مكانة الكتبة من العنصر المحلى أو أصل موحدي مثل عائلة التيجاني. ويبدو أنّ العامل المفسر لذلك غياب عصبية تحميهم خاصة وأنّ الأندلسيين لاجئين قدموا إلى مختلف بلاد المغرب هربا من الإسبان. ثمّ ارتفعت مكانة الكتبة من أصل موحدي عهد أبو العباس، وأبو فارس، وأبو عمرو عثمان. فقد تراجعت مكانة الموحدين في عدة خطط مقابل إشراك العنصر المحلي الذي تدرب على الأندلسيين في تنظيم الإدارة. ووظف الكاتب مهارته وتكوينه المعرفي في خدمة الحكام، وباستثناء عائلة التيجاني لم يقع توريث خطة الكتابة. وتعتبر خطة الكتابة أقلّ أهمية من وزير الجند السلطة الثانية بعد الحكام الحفصيين، ثم ارتفعت مكانة الحاجب، وهي خطة كانت شائعة على نطاق أوسع في الأندلس..