التّناصّ الخفيّ لــ"كتاب الحبّ" مع النّصّين القرآنيّ والسّنّيّ

Résumé

الملخّص:

تتنزّل هذه الدّراسة في إطار التّصوّر الحديث للنّصّ الأدبيّ باعتباره تناصّا، أو تداخلا بين النّصوص. ويتّضح للباحث أنّ التّناصّ الخفيّ هو الأكثر حضورا في "كتاب الحبّ" لمحمّد بنّيس. وذلك لأنّه لا يستقلّ بنصّ واحد كما هي الحال مع التّناصّ الواضح، بل نلمحه مبثوثا بين نصوص متعدّدة من خلال جملة من الدّوالّ بقيت ومع كل محاولات الشّاعر لطمس أشكال لعبه بالنّصّين القرآنيّ والسّنّيّ، وإدماجهما في سياق معاصر يوهمنا معه أنّ الخطاب من إبداعه هو، تهجس بما تبعثه في القارئ من إحساس بالنّشاز، بالتّفاعل الخفيّ معها. ويتّضح لنا  أنّ الشّاعر المعاصر يستدعي النّصّين القرآني والسّنّي ليعيد كتابتهما من جديد، قالبا دلالاتهما، ومحاورا لهما، نازعا عنهما كلّ قداسة. ونستنتج في نهاية هذه الدّراسة أنّ بنّيس استدعى هذه النّصوص الغائبة، وعمد إلى اللّعب بها قصد تطويعها للتّشريع لما جاءت في الأصل لكبته وتحريمه. ونعني لذة الجسد وشهوته. حتّى لكأنّنا به إذ يفعل ذلك، فإنّما يقاوم كل محاولات تدجين الجسد وأدلجته دينيّا، ويمحو كلّ الضّوابط المصادرة للمتعة وممارستها، فاسحا المجال واسعا لحضور "الجسد الغرائزيّ الشّهوانيّ" الذي سعى إلى ردّ الاعتبار له بعد أن كتمت الأديان صوته طويلا، وظلّ حبيس التّصوّرات اللاّهوتيّة التي تجعل منه مجرّد وسيط ومعبر نحو غايات ما ورائيّة متعالية عنه.           

الكلمات المفاتيح: التناصّ الخفيّ- النّصّ القرآنيّ – النّصّ السّنّي.