أبحاث تاريخية، أيقونية ومعمارية حول أول مئذنة موحدية في مراكش

الملخص

قبل قرنين من الزمن، كانت مراكش تبدو مثل كومة من الأطلال المتناثرة والأراضي الفارغة، والتي تتخللها بعض الفضاءات المزروعة. تلك كانت الصورة التي اختارها علي باي العباسي لتمثيل المدينة التي قام بزيارتها عام 1804. وقد تشكل المشهد المُقترح لمراكش من بُرجين كبيرين مُشرفين على المشهد الذي تم رسمه في باريس، بعد عشر سنوات من تاريخ الرحلة، وذلك بُغية توثيق النص الرّحلي. وقد أمكن التعرف على أحد هذه الأبراج، وهو صومعة جامع الكُتبية، أما البرج الثاني، فقد ظل لغزا غامضا. فإذا كان هذا البُرج قد وُجد فعلا، فقد أظهره علي باي مُهدما جزئيا. وبعد انصرام قرن تقريبا، اختفت معالم هذا البُرج بشكل كامل. فهل كان بُرجا من أبراج قصر الحجر المرابطي، أم صومعة للمسجد المُوحدي الأول؟ لعل كلا الجوابين صحيحان، إذ من المُحتمل أن يكون بُرج أول قد استخدم كقاعدة للصومعة المذكورة؟ هذا ما يرمي المقال إلى توضيحه، من خلال جمع المعطيات والبيانات التاريخية والأيقونية المتوفرة ومقارنتها، ومن ثم اقتراح نقد معماري للبناية انطلاقا من نتائج الحفريات الأثرية المُنجزة في الموقع. وبناء على هذه العناصر المُختلفة، سيقدم هذا المقال في النهاية، على هيئة فرضية بيانية تاريخ تطور هذا البرج، والذي يتوسط حيّا شيدت به مجموعة من المباني الأكثر رمزية في مدينة مراكش.

الكلمات المفتاحية: مراكش؛ علي باي العباسي؛ الكُتبية؛ بُرج؛ صومعة؛ قصر الحجر؛ الأركيولوجيا؛ المعمار المرابطي؛ المعمار الموحدي.