Résumé
مثّلت الرقابة على الكتابة إشكالية بالغة الأهمّية في الفكر الإسلامي قديما وحديثا، فلئن كانت الكتابة أداة للنقد وسبيلا للتعبير عن الرأي النّقيض، فإنّ الرّقابة تمثّل وسيلة للتنديد والتّكفير ومصادرة الفكر الحرّ والبديل. لذلك آثرنا أن نعالج في هذا البحث مشغل الكتابة والتحرّر من الرّقابة التي تفرضها النواميس والهيئات المختلفة على محاولات المفكرين والمصلحين في تجاوز المحظور مثل نقد النظام السياسي وتحديث الفكر الديني. وقد اهتممنا بمؤلفات عبد الكريم سروش ومحسن كديفر، وهما مفكران إيرانيان ينتميان إلى حركة إصلاحية تنويرية شيعية تُعرف بـ"جبهة الثاني من خرداد"، تأسست منذ فوز محمد خاتمي في انتخابات سنة1997 ، وكان لها دور مهمّ في إعادة فهم النصوص الدينية وتجديد مناهج قراءتها وفي تحديث النظام السياسي. ويهدف عملنا إلى الإجابة عن إشكاليتين: ما مدى قدرة الكتاب على تحدّي الرقابة السياسية والدينية؟ وفيم تمثلت أبرز ملامح النقد والإصلاح؟