Résumé
يطرح المقال اشكالية تمييز يهود الغرب الاسلامي عبر اللباس في العهد الموحدي عبر قرارات سياسية مارسها الحكام الموحدون. وهذه القرارات تجد خلفياتها في التراث التشريعي للقرون الاولى للإسلام قصد تسهيل وظيفة اعوان الدولة الاسلامية. اما في العصور السابقة للعهد الموحدي فقد وجدت قرارات متشددة ضد اليهود خاصة اثناء الفتن والازمات. ويعتبر قرار الموحدين منع الذمة قرارا جديرا بالدراسة والفهم العميق في خلفياته الايديولوجية والثقافية .ويبدو انه لم ينجح مما دفع المنصور الموحدي الى اعلان تمييز اليهود عبر اللباس 595/1198.
وقد اعتمد المقال مقاربة أساسها المقارنة بين افريقية والمغرب الاقصى لبيان الاختلافات فيما يتعلق بالعقوبات المسلطة على المخالفين من اليهود، في غياب المعلومات عن المغرب الأوسط والأندلس.
وتواصلت هده القرارات التمييزية عبر اللباس في ظروف اقل ما يمكن ان يقال عنها انها كانت معادية لليهود مع الناصر والمستنصر الموحدي .كما اقرها المستنصر بالله الحفصي زمن ازمة سياسية مالية حادة دون ان نغفل عن قرارات مشابهة من المجامع الكاثوليكية في الغرب المسيحي، مما أدى الى هجرة جماعية الى اطراف البحر الاحمر والمحيط الهندي واقاصي اوروبا الشرقية وهو ما يطرح سؤالا جديا عن تأثير ذلك في الوعي الجمعي لشتات اليهود وخلفياتهم الايديولوجية على الامد الطويل.